[٧١]
نور قرآني وخطاب
بياني : تواتر القراءات السبع
كلّ واحدة من القراءات السبع متواترة بالنصّ والإجماع.
أمّا الأول فحديث : « اقرأوا كما تقرأ الناس » (١). ووجه الدلالة أن الشارع أمر المكلّفين بقراءة القرآن وجوباً عينيّاً أو كفائيّاً أو استحباباً ليدّبّروا آياته فيعملوا بها. والضرورة قاضية بوجوب ذاته على نحو ما أمر به الرسول صلىاللهعليهوآله : وبلّغه عن الله ، ونزل به جبرئيل ، حتّى يحصل يقين أن هذا المتلوّ هو كلام الله ، فلا يجوز قراءته كيفما اتّفق ، ولا بأي لغة اتّفق ، ولا بأيّ ترتيب اتّفق ، ولا بأيّ إعراب اتّفق ، بل بمثل ما جاء به الرسول صلىاللهعليهوآله : عن الله تعالى. فالقراءة بالرواية لا بالرأي إجماعاً.
فإذن ، لا بدّ أن يعيّن الشارع إلى معرفة ذلك طريقاً يوصل المكلّفين إليه ؛ إذ لا تكليف إلّا بعد البيان ؛ لأنّ التكليف بالمجهول تكليف بالمحال ، وهو ظلم ؛ فهو باطل بالضرورة ، فحينئذٍ نقول : الطريق إلى ذلك هو قراءة السبعة القرّاء المشهورين ، فإنّ قراءة كلّ واحد منهم ؛ إما أن تكون متواترة فالأمر فيها واضح ، أو غير متواترة فلا يبقى سبيل إلى العلم بكتاب الله الذي كلّف الله عباده بتدبّره والعمل بما فيه ، وجعله معجزة الرسول صلىاللهعليهوآله المستمرّة الكبرى ، والحجّة بينه وبين عباده. فلو لم تكن السبع متواترة لما حصل القطع بشيء من القراءات أنه كلام الله بعد الترجيح بينها ، فتسقط
__________________
(١) بصائر الدرجات ١٩٣ / ٣ ، بحار الأنوار ٨٩ : ٨٨ / ٢٨ ، وفيهما : « اقرأ كما يقرأ الناس ».