[١٣]
جواب سؤال ودفع إشكال
نسبة المعصية لآدم عليهالسلام والبدن
قد سألني في أيام الشبيبة بعض أهل المناصب عن مسألتين :
أحدهما : نسبة المعصية لآدم عليهالسلام : ظاهر القرآن أن آدم عليهالسلام : عصى الله تعالى ، وأُصول المذهب على أن جميع الأنبياء معصومون من آن الولادة ، وعليه إجماع الفرقة.
والجواب أن الكتاب العزيز قد اشتمل على المجازات اللغويّة كما اشتمل على الحقائق اللغويّة ، فنسبة المعصية إلى آدم : وسلام الله عليه وعلى المعصومين من ذرّيّته من قبيل المجاز اللغوي ، والعاصي في الحقيقة إنّما هم فراعنة ذرّيّته في كلّ زمان كفلان وفلان ، لكنه لمّا كانوا حينئذٍ في صلبه قبل التميّز نسبت له المعصية مجازاً ، فوجب إنزال آدم عليهالسلام : من الجنّة لوجوب إنزال فراعنة ذرّيّته من الجنة ، ليميز الله الخبيث من الطيب ، فيجعل الخبيث بعضه على بعض ، فيركمه في جهنم جميعاً.
فلعل بكاء آدم عليهالسلام : لما لحقهُ بالعرض من المحنة بالخروج من الجنّة ، بسببهم ولكونهم من صلبه ، ولما يُنسب إليه ظاهراً من معصيتهم ، فقيل : عصى آدم عليهالسلام : ، وإنّما العاصي بعض من خرج من ظهره ، فهو كالذهب المغشوش بالنحاس ، يلقى في النار ليصفى من الخلط ، فتلحقه المحنة بسبب ما مازجه من الخلط.
ويمكن أن يراد بآدم عليهالسلام : في القرآن الجنس المتحقّق بتحقّق فرد منه ، فيراد بكلّ