[٣٦]
بيان شؤون وإظهار مكنون
في ليلة نصف شعبان تقسم الأرزاق
روى ابن طاوس : في ( الإقبال ) عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : أنه قال : « كنت نائماً ليلة النصف من شعبان فأتاني جبرئيل عليهالسلام : ، فقال : يا محمّد : ، أتنام في هذه الليلة؟ فقلت : يا جبرئيل : ، وما هذه الليلة؟ قال : هي ليلة النصف من شعبان ، قم يا محمّد : ، فأقامني ، ثمّ ذهب بي إلى البقيع ، ثمّ قال لي : ارفع رأسك فإنّ هذه ليلة تفتح فيها أبواب السماء ، فيفتح فيها أبواب الرحمة ، وباب الرضوان ، وباب المغفرة ، وباب الفضل ، وباب التوبة ، وباب النعمة ، وباب الجود ، وباب الإحسان ، يعتق الله فيها بعدد شعور النعم وأصوافها ، يثبت الله فيها الآجال ، ويقسم فيها الأرزاق من السنة إلى السنة ، وينزل ما يحدث في السنة كلّها » (١) الخبر.
ثمّ قال : وجدت رواية هذا لفظها : قال كميل بن زياد : كنت جالساً مع مولاي أمير المؤمنين صلوات الله عليه : في مسجد البصرة ومعه جماعة من أصحابه فقال بعضهم : ما معنى قول الله عزوجل ( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) (٢)؟ قال عليهالسلام : « ليلة النصف من شعبان. والذي نفس عليّ بيده ، إنّه ما من عبد إلّا وجميع ما يجري عليه من خير وشرّ مقسوم له في ليلة النصف من شعبان إلى آخر السنة في مثل تلك الليلة المقبلة ، وما من عبد يحييها ويدعو بدعاء الخضر عليهالسلام : إلّا أُجيب له ».
فلمّا انصرف طرقته ليلاً ، فقال عليهالسلام : « ما جاء بك يا كميل؟ » قلت : يا أمير المؤمنين : ،
__________________
(١) الإقبال بالأعمال الحسنة ٣ : ٣٣١ ـ ٣٣٨.
(٢) الدخان : ٤.