[٨٦]
مسألة السيّد حسين الكويكبي
كواكب درّيّة : الرياء قنطرة الإخلاص
بسم الله الرحمن الرحيم
روى الحكيم الربّاني الشيخ ميثم البحراني : في شرح ( النهج ) عنه صلىاللهعليهوآله أنه قال : « الرياء قنطرة الإخلاص ».
ولعلّ معناه والله الهادي أن يريد صلىاللهعليهوآله بـ الرياء : الدنيا ، وب ـ الإخلاص : الأُخرى من باب المجاز المرسل أو الاستعارة. ووجه الشبه كون كلّ من الرياء والدنيا مضمحلا فانياً لا قرار له ولا أصل ، بل هو كالسراب يحسبه الظمآن ماء ، وأن كلّاً من الأُخرى والإخلاص ثابت ؛ لأن كلّاً منهما الحقائق الثابتة الخالصة. والدنيا معبر الآخرة ومزرعتها والسبيل إليها.
أو يريد صلىاللهعليهوآله بالرياء : إظهار الإسلام قهراً أو نفاقاً لغلبة أهل الإسلام كما هو معلوم من حال صدر الإسلام ، فإنّ إسلام من أسلم في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآله : خوفاً أو طمعاً من المنافقين منه ما كان سبيلاً إلى [ إخلاص (١) ] صاحبه بعدُ ، ومنه ما كان سبيلاً إلى إخلاص ذرّيّته ولو بعد طبقات. وربّما كان بعض النفاق والرياء سبيلاً إلى إخلاص صاحبه أو إخلاص عن صاحبه من ذرّيّته أو أتباعه أو نظرائه أو غيرهم.
ويمكن أن يريد صلىاللهعليهوآله بالرياء : مثل أعمال الأطفال وعقائدهم التي أخذوها من
__________________
(١) في المخطوط : ( خالص ).