[٣٧]
إيقاظ وتنبيه
لا تبقى الأرض بلا عالم حيّ ظاهر
في ( البحار ) من ( العلل ) بسنده إلى يعقوب السرّاج : قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : تبقى الأرض بلا عالم حيّ ظاهر يفزع إليه الناس في حلالهم وحرامهم؟ فقال لي : « إذن لا يعبد الله يا أبا يوسف » (١).
ومنه بسنده إلى أبي بصير : عن أبي عبد الله عليهالسلام : قال : « إنّ الله لا يدع الأرض إلّا وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان ، فإذا زاد المؤمنون شيئاً ردّهم ، وإذا أنقصوا أكمله لهم ، فقال : خذوه كاملاً ، ولو لا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم ، ولم يفرّق بين الحقّ والباطل » (٢).
فإن قلت : ظاهر الخبرين ينافي ما هو ضروريّ وجدانيّ من غيبة إمام الزمان : عجّل الله فرجه وما تواتر مضمونه عقلاً ونقلاً وإجماعاً من أنه لا تخلو الأرض من حجّة لله ؛ إمّا ظاهر مشهور أو غائب مستور أو مغمور (٣) ، وأن الله عزّ اسمه يحب أن يعبد سرّاً كما يحب أن يعبد جهراً ، حيث قال في الأوّل ( ظاهر ) وفي الثاني « فقال : خذوه » ؛ لأنّ ظاهره الشفاه العيانيّ.
قلت : يحتمل الحديثان معنيين :
__________________
(١) بحار الأنوار ٢٣ : ٢١ / ١٨ ، علل الشرائع ١ : ٢٣١ / ٣.
(٢) علل الشرائع ١ : ٢٣٤ ـ ٢٣٥ / ٢٢ ، بحار الأنوار ٢٣ : ٢٤ / ٣١. وفيهما : « لم » ، بدل : « لا ».
(٣) نهج البلاغة : ٦٨٦ ـ ٦٨٧ / الحكمة : ١٤٧.