[٣٤]
سرّ يَمَاني لنفي
أمانٍ : حديث الملكين العادل والجائر
روى الكليني : بإسناده إلى أبي عبد الله عليهالسلام : أنه قال : « إنّ الله عزوجل جعل لمن جعل له سلطاناً أجلاً ومدّة من الليالي والأيّام والسنين والشهور ، فإن عدلوا في الناس أمر الله عزوجل صاحب الفلك فأبطأ بإدارته فطالت أيّامهم ولياليهم وسنونهم وشهورهم ، وإن جاروا في الناس ولم يعدلوا أمر الله تعالى صاحب الفلك فأسرع بإدارته فقصرت أيّامهم ولياليهم وسنونهم وشهورهم ، وقد وفى الله بعدد الليالي والشهور » (١).
أقول وبالله المستعان ـ : نقل السيّد نعمة الله : عن بعض معاصريه في معناه أنه قال : ( لعلّ المراد بسرعة إدارة الفلك وبطئها : تعجيل أسباب زوال الملك أو عكسه ، ويجوز أن يكون لكلّ دولة فلك غير الأفلاك المعروفة الحركات ، فيكون سرعة الأداة وبطؤها عارضين لذلك الفلك ) (٢) ، انتهى.
قال السيّد : ( وكأنّه أراد دفع الاعتراض عن ظاهر الحديث من وجهين :
الأوّل : ما ذهب إليه الحكماء والمنجّمون من أن الفلك لا يمكن أن يزول عن الحركة التي هو عليها الآن ، وبرهنوا بزعمهم على هذا.
والثاني : أنه ربّما كان سلطان جائر في بلاد وسلطان عادل في بلاد اخرى ، فكيف
__________________
(١) الكافي ٨ : ٢٢٦ ـ ٢٢٧ / ٤٠٠. وفيه : « وسنينهم » بدل : « سنونهم » في الموضعين.
(٢) الأنوار النعمانيّة ٣ : ٣١٨.