[١٧]
تأويل آية وكشف رواية : موسى : والخضر عليهماالسلام
روي أن الخضر عليهالسلام : حمل علماً لم يُطق موسى عليهالسلام : حمله ، وحمل موسى عليهالسلام : علماً لم يطق الخضر عليهالسلام : حمله (١). ويحتمل أن معناه أن كلّا كُلّف بتكليف لا يحتمله [ الآخر ولا يناسبه (٢) ].
فموسى عليهالسلام : كُلّف بالعمل بحكم التنزيل ؛ لأنه المناسب لرعيّته ، ولم يطق الخضر عليهالسلام : التكليف بحمل أثقال الرسالة التي شأنها العمل بالتنزيل والظاهر ، فهو بحسبها رعيّة لموسى عليهالسلام : ومكلّف بالعمل بشريعته حتّى تنسخ.
والخضر عليهالسلام : كلّف بإظهار العمل بالتأويل والباطن في جزئيّات مخصوصة ، ولم يكلّف موسى عليهالسلام : بالعمل بها بنفسه ، بل بواسطة العبد الصالح ؛ مراعاة لمصلحة العموم ، وللنظام الجمليّ ، فلم يطق موسى عليهالسلام : العمل بها بنفسه لأجل ذلك.
وهذا لا ينافي كون موسى عليهالسلام : أفضل وأعلم من الخضر عليهالسلام : مطلقاً ، والخضر عليهالسلام : من رعيّته مطلقاً ، فالرسول : يُلقي الوحي للملك في مقام ويتلقّاه منه في مقام ، وهو أفضل وأعلم من الملك في كلّ مقام. فعمل الخضر عليهالسلام : بإلقاء موسى عليهالسلام : له في مقام ، وتلقّاه في مقام. ومن جملة إسرارها دفع دعوى الربوبيّة فيه ، والحكمة الإلهية اقتضت حصر إظهار ذلك العمل في تلك المواد الخاصّة في ذلك الطريق.
__________________
(١) تفسير العيّاشي ٢ : ٣٥٦ / ٤١ ، تفسير القمّيّ ٢ : ٣٧.
(٢) في المخطوط : ( ولا يناسب الآخر ).