[١١٥]
كشف التباس وتأسيس
أساس : بيان أوّل وقت نافلة الليل
في ( الفقيه ) : سأل عمر بن حنظلة : أبا عبد الله عليهالسلام : فقال له : زوال الشمس نعرفه بالنهار ، فكيف لنا بالليل؟ فقال عليهالسلام : « لليل زوال كزوال الشمس » قال : فبأيّ شيء نعرفه؟ قال : « بالنجوم إذا انحدرت » (١).
أقول : هذا الخبر مجمل ، فإنّه عليهالسلام لم يبيّن فيه انحدارها من أيّ شيء. ولكن الظاهر أن المراد بمعونة العرف والإطلاق انحدارها عن دائرة نصف النهار ، وهي الدائرة القاسمة لدائرة الأُفق قسمين [ متساويين (٢) ] ، مقاطعة لها على نقطتي الجنوب والشمال ، حيث إن النجم يسمّى صاعداً من حين طلوعه ، حتّى يبلغ تلك الدائرة ، ثمّ يأخذ في الانحدار فيسمّى بعد تجاوزها إلى جهة المغيب منحدراً.
وهذا يختلف باختلاف الآفاق ؛ لاختلاف دائرة [ نصف (٣) ] النهار باختلاف الليل ، للقطع بكرويّة الأرض بالبراهين المتضاعفة (٤) نقلاً وعقلاً ورصداً وحسّاً ، ومع هذا لم يبيّن في الخبر انحدار أيّ النجوم. ومن المقطوع به كما يشهد به الحسّ أنه لا تخلو دقيقة من دقائق الملوين (٥) من انحدار نجم عن تلك الدائرة. فاحتجنا إلى بيان
__________________
(١) الفقيه ١ : ١٤٦.
(٢) في المخطوط : ( متساوين ).
(٣) في المخطوط : ( النصف ).
(٤) انظر الأنوار النعمانية ١ : ٣٣٤ ـ ٣٣٩.
(٥) الملوان : الليل والنهار. لسان العرب ١٣ : ١٩٠ ملا.