[٨٧]
مسألة : الدنيا طالبة مطلوبة
في الخبر : « الدنيا طالبة مطلوبة ، والآخرة طالبة ومطلوبة » (١). فما الوجه في حذف الواو من الاولى وإثباتها في الأُخرى؟
ولعلّ الجواب أن الدنيا لمّا كانت ظلّاً للأُخرى ومعلولة لها ، والأُخرى نتيجة للدنيا وغاية لها فمن الغيب وردنا وإليه نصير كانت طالبيّة الدنيا و [ مطلوبيّتها ] (٢) شيئاً واحداً كـ ( حلو حامض ) ؛ فطالبيّتها عين [ مطلوبيّتها ] (٣) بوجه وإن كانت غيرها بوجه. والأُخرى لمّا كانت [ علّة (٤) ] فاعليّة أو مادّيّة أو غائيّة للدنيا تغاير طالبيّتها ومطلوبيّتها بوجه. وهو المعني في الحديث.
وأيضاً يمكن أن يقال : إن الآخرة [ لمّا كانت ] باعتبار المبدأ والمعاد قوسين متقابلين ، كانت طالبيّتها غير مطلوبيّتها ظاهراً. والدنيا لمّا كانت نهاية قوس البدء ومبدأ قوس العود ، فهي كالنقطة الجامعة بينهما كالحدّ المشترك كانت طالبيّتها عين مطلوبيّتها ، أو هي حقيقتها مركّبة من جهتي القوسين كالبرزخ ، كانت حقيقتها طالبة مطلوبة كـ ( حلو حامض ) ، والله العالم.
__________________
(١) الكافي ١ : ١٨ / ١٢.
(٢) في المخطوط : ( ومطلوبتها ).
(٣) في المخطوط : ( ومطلوبتها ).
(٤) في المخطوط : ( على ).