[٢٣]
دفع وهم وإبانة فهم
العرش سقف الجنة ومنزل أهل البيت في الجنّة
إن قيل : ورد أن الجنّة « سقفها عرش الرحمن » (١) ، وأرضها الكرسي ، ومنزل محمّد : وآله صلّى الله عليهم أجمعين في الجنة ، فيلزم أن يكون شيء من الخلق أعلى من منزلهم ؛ لأنّ السقف أعلى من المسقوف.
ولعلّ الجواب ، وبمحمّد : وآله أستمد الصواب أن ذلك العرش يراد به : باطن [ باطن (٢) ] المحدّد ، وذلك الكرسيّ : باطن باطن الكوكب ؛ فإن العرش والكرسيّ يطلقان في الأخبار (٣) على معانٍ متعدّده ، فقسط كلّ فرد من ذلك العرش هو سقف جنّته ، فإنّها متعدّدة بتعدّد سكّانها بوجه ، متّحدة بوجه ، وسقفها داخل فيها بوجه خارج منها بوجه ، كالكلّيّ وجزئيّاته. والرتبة العالية من رتب الوجود بالنسبة إلى مظهرها وما دونها من معلولاتها ، وكلّ فرد عقله أعلى مقاماته ، أو سره بوجه.
وبوجه آخر هو أن يراد بالعرش الذي هو سقف الجنّة بأسرها : منزلة محمّد : وأهل بيته صلّى الله عليهم أجمعين وبالكرسي : البرزخ بين الباطن والظاهر ، وهو آخر مظاهر العرش من حيث هو عرش ، وهو أوّل منازل الجنّة ودرجاتها ، والله العالم.
__________________
(١) بحار الأنوار ٨ : ٨٤.
(٢) في المخطوط : ( باض ).
(٣) التوحيد : ٣٢١ ـ ٣٢٦ / ٥٠ ، معاني الأخبار : ٢٩ ـ ٣٠ / باب معنى العرش والكرسيّ.