[١٣٢]
كشف وبيان : وجه تقييد
الطاعة بالمفترضة في قول الجواد عليهالسلام
مسألةٌ : ما فائدة القيد في قول مولانا الجواد صلوات الله وتسليماته عليه وعلى آبائه وأبنائه الكرام ـ : « وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة » (١) ، فلو أطلق الطاعة لكان أعمّ بحسب بادئ الرأي ، مع أن واقع نفس الأمر أن موالاتهم شرط في قبول جميع الطاعات ؛ واجبها وندبها ، فما فائدة التقييد بالمفترضة؟
والجواب ومن الله الهداية لسبيل الصواب وبه العصمة من وجوه :
الأوّل : اعلم أمدّنا الله وإيّاك بهدايته أن الله عزّ اسمه خلق الوجود المطلق نوراً بحتاً لا يشوبه ظلمة بوجه ، إلّا إنه في ذاته ممكن مخلوق. وهو أوّل فائض من الواجب عزوجل ، وله فواضل نوريّة ، منها ما هو من لوازم ذاته ، وهي أصل جميع التكاليف الواجبة ، ومجمعها وجامعها الكلّيّ ، والعبارة عنه بلا إله إلّا الله محمّد رسول الله : علي أمير المؤمنين : فإنّ جميع التكاليف الواجبة تفاصيل هذه الكلمة التي عبّر بها عن التوحيد والعدل.
ولذلك أطلقت الأمانة تارة على الولاية ، وأُخرى على التكاليف بأجمعها. وأصل التكاليف الذاتيّة أركان الإسلام الخمسة. ثمّ إن لهذه الفرائض نوراً له فاضل وصفات مكمّلات له ومتمّمات يتمّ بها نوره في نفس العامل إذا انقضت فرائضه بما لم يقل
__________________
(١) تهذيب الأحكام ٦ : ١٠٠ / ١٧٧ ، وهي ضمن الزيارة الجامعة المنسوبة للهادي عليهالسلام : وليس للجواد :