[٤٩]
دفع إشكال وإيضاح
مقال : « لا تكون الدنيا إلّا وفيها إمامان »
( البحار ) بسنده إلى أبي بصير : قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام : يقول : « إنّ الدنيا لا تكون إلّا وفيها إمامان : برّ وفاجر ، فالبرّ الذي قال الله تعالى : ( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا ) (١) ، وأمّا الفاجر فالذي قال الله تعالى : ( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ ) (٢) » (٣).
ومنه بسنده إلى أبي عبد الله : سلام الله عليه قال ـ : « لا يُصلح الناسَ إلّا إمام عادل وإمام فاجر ، إنّ الله تعالى يقول : ( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا ) ، وقال ( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النّارِ ) (٤) ».
قلت : لعلّه عليهالسلام أراد : الدنيا المحض ، فلا تدخل فيها دولة القائم عجّل الله فرجه : فإنّها ليست كالبرزخ بين الدنيا والآخرة ، بل أوّل ظهور الحشر والساعة ، بل هي الساعة الصغرى والحشر الأوّل. وقد استفاض إطلاق « الساعة » عليها في الأخبار (٥). وقد قال بعض الأعاظم من رؤساء الفرقة : إنّها المشار إليها بالأُولى في ( الجامعة الكبيرة ) حيث قال عليه سلام الله ـ « في الدنيا والآخرة والأولى » فجعلها قسماً ثالثاً
__________________
(١) الأنبياء : ٧٣.
(٢) القصص : ٤١.
(٣) بحار الأنوار ٢٤ : ١٥٧ / ١٥.
(٤) بحار الأنوار ٢٤ : ١٥٧ / ١٦.
(٥) بحار الأنوار ٢٤ : ١٦٤ ـ ١٦٦.