[٢٧]
تنفيس نفيس : ( فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ )
إن قلت : ما الوجه في إدخال حرف التنفيس في قوله تعالى : ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) (١)؟
قلت : لعلّ الجواب من وجوه :
أحدهما : أنه عبّر بالرؤية عن لازمها ، وهو العقاب على ما وقع التهديد عليه من العمل ، وظهوره للعاملين المهدّدين متأخّر. والقرينة على إرادة العقاب من الرؤية أن مجرّدها لا يهدّد به المجرمون ، والله سبحانَه هُو المعذّب لهم بيد رسوله والمؤمنين الذين هم خلفاؤه ، وهم الأئمّة المعصومون.
الثاني : أن ظهور رؤية الله ورسوله لعمل العاملين للعاملين على اليقين متأخّر إلى أن تبلغ أرواحهم التراقي ويحتضرون.
الثالث : أن عرض عملهم ذلك على الله ورسوله والمؤمنين ورؤيتهم له واقع في جميع رتب الوجود منذ أخذ عليهم العهد بالإقرار لله بالوحدانيّة ، فأشار لذلك بحرف التنفيس.
الرابع : أنه إشارة إلى أن رؤية الله ورسوله والمؤمنين لعملهم غير منقطع ، والله العالم.
__________________
(١) التوبة : ١٠٥.