رسول الله (صلّى الله عليه وآله).
ومِنْ عيون شيعة الإمام جويرية بن مسهر العبدي ، وفي فترات المحنة الكبرى التي امتحنت بها الشيعة أيّام ابن سُميّة ، بعث خلفه فأمر بقطع يده ورجله ، وصلبه على جذع قصير (١).
ومِنْ أبطال العقيدة الإسلامية صيفي بن فسيل ، الذي ضرب أروع الأمثلة للإيمان ، فقد سُعيَ به إلى الطاغية زياد ، فلمّا جيء به إليه صاح به :
ـ يا عدو الله ما تقول في أبي تراب؟
ـ ما أعرف أبا تراب (٢)
ـ ما أعرفك به؟
ـ أما تعرف علي بن أبي طالب؟
ـ بلى
ـ فذاك أبو تراب.
ـ كلا ذاك أبو الحسن والحسين.
وانبرى مدير شرطة زياد منكراً عليه :
ـ يقول لك الأمير : هو أبو تراب ، وتقول : أنت ل :! ، فصاح به البطل العظيم مستهزءاً منه ، ومِن أميره.
ـ وإنْ كذب الأمير أتريد أنْ أكذب؟ وأشهد على باطل ، كما شهد
__________________
(١) شرح ابن أبي الحديد.
(٢) كان الأمويون يرمزون بهذه الكتبية إلى جعل الإمام كقاطع طريق ، جاء ذلك في التاريخ السياسي للدولة العربية ٢ / ٧٥ ، وجاء في الأغاني ١٣ / ١٦٨ أنّ زياداً كان يحتقر الشيعة ويسميهم الترابية.