ومِن الذين نقموا على بيعة يزيد عبد الرحمن بن أبي بكر ، فقد وسمها بأنّها هرقلية ، كلّما مات هرقل قام مكانه هرقل آخر (١). وأرسل إليه معاوية مئة ألف درهم ليشتري بها ضميره فأبى ، وقال : لا أبيع ديني (٢).
ورفض عبد الله بن الزبير بيعة يزيد ، ووصفه بقوله : يزيد الفجور ، ويزيد القرود ، ويزيد الكلاب ، ويزيد النشوات ، ويزيد الفلوات (٣). ولمّا أجبرته السّلطة المحلّية في يثرب على البيعة فرّ منها إلى مكّة.
وكره المنذر بن الزبير بيعة يزيد وشجبها ، وأدلى بحديث له عن فجور يزيد أمام أهل المدينة ، فقال : إنّه قد أجازني بمئة ألف ، ولا يمنعني ما صنع بي أنْ أخبركم خبره. والله ، إنّه ليشرب الخمر. والله ، إنّه ليسكر حتّى يدع الصلاة (٤).
وامتنع عبد الرحمن بن سعيد مِن البيعة ليزيد ، وقال في هجائه :
__________________
(١) الاستيعاب.
(٢) الاستيعاب ، البداية والنهاية ٨ / ٨٩.
(٣) أنساب الأشراف ٤ / ٣٠.
(٤) الطبري ٤ / ٣٦٨.