٦٠ ـ ومن كلام له عليه السّلام
لما خوف من الغيلة (١)
وإنّ علىّ من اللّه جنّة حصينة (٢) فإذا جاء يومى انفرجت عنّى وأسلمتنى ، فحينئذ لا يطيش السّهم ، ولا يبرأ الكلم (٣)
٦١ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
ألا وإنّ الدّنيا دار لا يسلم منها إلاّ فيها (٤) ولا ينجى بشىء كان لها (٥) : ابتلى النّاس فيها فتنة فما أخذوه منها لها أخرجوا منه وحوسبوا عليه (٦)
__________________
(١) الغيلة : القتل على غرة بغير شعور من المقتول كيف يأتيه القاتل
(٢) الجنة ـ بالضم ـ الوقاية ، والملجأ ، والحصن
(٣) طاش السهم عن الهدف ـ من باب باع ـ أى : جاوره ولم يصبه. الكلم بالفتح ـ الجرح وجمعه كلوم وكلام ، مثل جرح وجروح وجراح
(٤) أى : من أراد السلامة من محنتها فليهيىء وسائل النجاة وهو فيها ، إذ بعد الموت لا يمكر التدارك ، ولا ينفع الندم : فوسائل النجاة إما عمل صالح ، أو إقلاع عن خطيئة بتوبة تصوح ، وكلاهما لا يكون إلا فى دار التكاليف وهى دار الدنيا
(٥) أى : لا نجاة بعمل يعمل للدنيا ، إذ كل عمل يقصد به لذة دنيوية فانية فهو هلكة لا نجاة معه
(٦) «ما أخذوه منها لها» كالمال يدخر للذة ، ويقتنى لقضاء الشهوة ، و «ما أخذوه لغيرها» كالمال ينفق فى سبيل الخيرات ، يقدم صاحبه فى الآخرة على ثوابه بالنعيم المقيم