ألا وإنّ اللّسان الصّالح ، يجعله اللّه للمرء فى النّاس ، خير له من المال يورثه من لا يحمده (١)
١١٩ ـ ومن كلام له عليه السّلام
وقد قام إليه رجل من أصحابه فقال : نهيتنا عن الحكومة ثم أسرتنا بها ، فلم ندر أى الأمرين (٢) أرشد؟ فصفق عليه السّلام إحدى يديه على الأخرى ثم قال : هذا جزاء من ترك العقدة (٣)! أما واللّه لو أنّى حين أمرتكم بما أمرتكم به حملتكم على المكروه الّذى يجعل اللّه فيه خيرا : فإن استقمتم هديتكم ، وإن اعوججتم قوّمتكم ، وإن أبيتم تداركتكم ، لكانت الوثقى ، ولكن بمن؟ وإلى من؟ أريد أن أداوى بكم وأنتم دائى ، كناقش الشّوكة بالشّوكة ، وهو يعلم أنّ ضلعها معها (٤)
__________________
(١) اللسان الصالح : الذكر الحسن
(٢) هذه إحدى شبه الذين خرجوا على الامام رضى اللّه عنه ، يريدون بذلك أن يحكموا بأنه مخطىء لا محالة ، لأنه قد نهاهم أول الأمر عن الحكومة ثم أمرهم بها وسوغها : فان كانت الحكومة مصلحة فقد أخطأ فى بادىء الأمر حين نهاهم عنها ، وإن كانت الأخرى فقد أخطأ حين رجع عن رأيه الأول وجوزها. وهذا كلام من لا يعرف الحق ولا يذعن له إن ظهر ، فان لامام المؤمنين أن يأمرهم بما يغلب على ظنه أنه مصلحة ، ولا يمنعه ذلك من أن يغير أمره لمصلحة تظهر بعد خفاء
(٣) ما حصل عليه التعاقد من حرب الخارجين عن البيعة ، حتى يكون الظفر أو الهزيمة.
(٤) الضلع ـ بتسكين اللام ـ الميل ، وأصل المثل : «لا تنقش