وأمّا نقصان عقولهنّ فشهادة امرأتين كشهادة الرّجل الواحد ، وأمّا نقصان حظوظهنّ فمواريثهنّ على الأنصاف من مواريث الرّجال ، فاتّقوا شرار النّساء ، وكونوا من خيارهنّ على حذر ، ولا تطيعوهنّ فى المعروف حتّى لا يطمعن فى المنكر (١)
٧٩ ـ ومن كلام له عليه السّلام
أيّها النّاس ، الزّهادة قصر الأمل ، والشّكر عند النّعم ، والورع عند المحارم (٢) فإن عزب ذلك عنكم فلا يغلب الحرام صبركم ، ولا (٣) تنسوا عند النّعم
__________________
(١) لا يريد أن يترك المعروف لمجرد أمرهن به ، فان فى ترك المعروف مخالفة السنة الصالحة ، خصوصا إن كان المعروف من الواجبات ، بل يريد أن لا يكون فعل المعروف صادرا عن مجرد طاعتهن ، فاذا فعلت معروفا فافعله لأنه معروف ولا تفعله امتثالا لأمر المرأة. ولقد قال الامام قولا صدقته التجارب فى الأحقاب المتطاولة ، ولا استثناء مما قال ، إلا بعضا منهن وهبن فطرة تفوق فى سموها ما استوت به الفطن ، أو تقاربت ، أو أخذت بسلطان من التربية طباعهن على خلاف ما غرز فيها وحولتها إلى غير ما وجهتها الجبلة إليه
(٢) الورع : الكف عن الشبهات خوف الوقوع فى المحرمات ، يقال : ورع الرجل ـ من باب علم وقطع وكرم وحسب ـ ورعا ، مثل وعد ، وورعا ـ بفتحتين كطلب ـ ووروعا ، أى : جانب الاثم ، وكف عن المعاصى ، وترك الشبهات. أى : إذا عرض المحرم فمن الزهادة أن تكف عما يشتبه به ، فضلا عنه. والشكر عند النعم : الاعتراف بأنها من اللّه ، والتصرف فيها على وفق ما شرع ، وقصر الأمل : توجس الموت والاستعداد له بالعمل ، وليس المراد منه انتظار الموت بالبطالة
(٣) عزب عنكم ـ من بابى ضرب ودخل ـ عزوبا ، بضمتين كدخول ـ أى : بعد عنكم ، وفاتكم ، والاشارة إلى ما تقدم من قصر الأمل ، أى : فان عسر عليكم أن تقصروا آمالكم ، وتكونوا من الزهادة على الكمال المطلوب لكم ، فلا يغلب الحرام صبركم ، أى : فلا يفتكم الركنان الآخران ، وهما : شكر النعم ، واجتناب المحرم ، فان نسيان الشكر يجر إلى البطر ، وارتكاب المحرم يفسد نظام الحياة المعاشية والمعادية ، والبطر والفساد مجلبة للنقم فى الدنيا والشقاء فى الآخرة