النّقم ، والمرجوّ من النّعم.
٦٤ ـ ومن كلام له عليه السّلام
كان يقوله لأصحابه فى بعض أيام صفين
معاشر المسلمين ، استشعروا الخشية (١) وتجلببوا السّكينة ، وعضّوا على النّواجذ (٢) فإنّه أنبى للسّيوف عن الهام ، وأكملوا اللّأمة (٣) وقلقلوا السّيوف فى أغمادها قبل سلّها (٤) ، والحظوا الخزر (٥) واطعنوا الشّزر (٦) ونافحوا
__________________
(١) استشعر : لبس الشعار ، وهو ما يلى البدن من الثياب. وتجلبب : لبس الجلباب ، وهو ما تغطى به المرأة ثيابها من فوق ، ولكون الخشية ـ أى : الخوف من اللّه ـ غاشية قلبية عبر فى جانبها بالاستشعار ، وعبر بالتجلبب فى جانب السكينة لأنها عارضة تظهر فى البدن ، كما لا يخفى
(٢) النواجذ. جمع ناجذ ، وهو : أقصى الأضراس. ولكل إنسان أربعة نواجذ ، وهى بعد الأرحاء. ويسمى الناجذ ضرس العقل ، لأنه ينبت بعد البلوغ. وإذا عضضت على ناجذك تصلبت أعصابك وعضلاتك المتصلة بدماغك فكانت هامتك أصلب وأقوى على مقاومة السيف ، فكان أنبى عنها ، وأبعد عن التأثير فيها ، والهام : جمع هامة ، وهى الرأس.
(٣) اللأمة : الدرع. وإكمالها أن يزاد عليها البيضة ونحوها. وقد يراد من اللأمة آلات الحرب الدفاع ، وإكمالها على هذا : استيفاؤها
(٤) مخافة أن تستعصى عن الخروج عند السل
(٥) الخزر ـ محركة ـ النظر ، كأنه من أحد الشقين ، وهو علامة الغضب ، وفعله من باب تعب
(٦) اطعنوا ـ بضم العين ـ فاذا كان فى النسب مثلا كان المضارع مفتوحها ، وقد يفتح فيهما. والشزر ـ بالفتح ـ الطعن فى الجوانب يمينا وشمالا