وتركبين بالزّلازل ، وإنّى لأعلم أنّه ما أراد بك جبّار سوءا إلاّ ابتلاه اللّه بشاغل ، ورماه بقاتل.
٤٨ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
عند المسير إلى الشام
الحمد للّه كلّما وقب ليل وغسق (١) ، والحمد للّه كلّما لاح نجم وخفق (٢) ، والحمد للّه غير مفقود الانعام ولا مكافئ الإفضال. أمّا بعد ، فقد بعثت مقدّمتى (٣) وأمرتهم بلزوم هذا الملطاط حتّى يأتيهم أمرى ، وقد أردت أن أقطع هذه النّطفة إلى شرذمة منكم موطنين أكناف
__________________
(١) وقب : دخل ، وغسق : اشتدت ظلمته
(٢) خفق النجم : غاب ، ولاح : ظهر
(٣) أراد بمقدمته صدر جيشه ومقدمة الانسان ـ بفتح الدال ـ صدره ، والملطاط : حافة الوادى وشفيره وساحل البحر ، والسمت أى : الطريق ، وقول الشريف «يعنى بالملطاط السمت» تبيين لمراد أمير المؤمنين من لفظ الملطاط فى كلامه ، لا تفسيرا للفظ فى نفسه ، وقوله «وهو شاطىء الفرات» : بيان للسمت ، أى : الطريق ، وقوله : «ويقال ذلك» أى : لفظ الملطاط ، تفسير للفظ الملطاط فى استعمال اللغويين ، فاندفع بهذا ما اورده ابن أبى الحديد على عبارته من أنها خالية من المعنى.