تصدر ، وإليكم ترجع ، فمكّنتم الظّلمة من منزلتكم ، وألقيتم إليهم أزمّتكم وأسلمتم أمور اللّه فى أيديهم ، يعملون فى الشّبهات ، ويسيرون فى الشّهوات وايم اللّه لو فرّقوكم تحت كلّ كوكب لجمعكم اللّه لشرّ يوم لهم (١)
١٠٥ ـ ومن كلام له عليه السّلام
وقد رأيت جولتكم ، وانحيازكم عن صفوفكم ، تحوزكم الجفاة الطّغام (٢) وأعراب أهل الشّام ، وأنتم لهاميم العرب (٣) ويآفيخ الشّرف (٤) وأنف المقدم والسّنام الأعظم ، ولقد شفى وحاوح صدرى (٥) أن رأيتكم بأخرة (٦) تحوزونهم كما حازوكم ، وتزيلونهم عن مواقفهم كما أزالوكم ، حسّا بالنّضال (٧) وشجرا بالرّماح (٨) تركب أولاهم أخراهم كالابل الهيم المطرودة (٩) ترمى
__________________
(١) أى : إنكم ستجتمعون لقهر الظالمين ، ولن يكون فى طاقتهم أن يفرقوكم ، حتى لو شتتوكم تشتيت الكواكب فى السماء لاجتمعتم لقتالهم ، وقيل : إنه يريد أن البلاء سيعم ، حتى لو فرقكم بنو أمية تحت كل كوكب ـ طلبا لخلاصكم من البلاء ـ لجمعكم اللّه لشر يوم لهم حتى يأخذهم البلاء كما يأخذكم
(٢) الطغام ـ كجراد ـ أوغاد الناس
(٣) لهاميم : جمع لهميم ـ بالكسر ـ وهو السابق الجواد من الخيل والناس.
(٤) اليآفيخ : جمع يأفوخ ، وهو من الرأس حيث يلتقى عظم مقدمه مع مؤخره.
(٥) الوحاوح : جمع وحوحة : وهى صوت معه بحح يصدر عن المتألم ، والمراد حرقة الغيظ
(٦) الأخرة ـ محركة ـ آخر الأمر ، وجملة «أن رأيتكم» فاعل «شفى»
(٧) الحس ـ بالفتح ـ القتل ، والنضال : المباراة فى الرمى ، وفى رواية «النصال» بالصاد
(٨) الشجر ـ كالضرب ـ الطعن
(٩) الهيم ـ بالكسر ـ