من ثوابه ، وأخاف عليكم من عقابه. واللّه لو انماثت قلوبكم انمياثا (١) ، وسالت عيونكم ، من رغبة إليه أو رهبة منه ، دما ، ثمّ عمّرتم فى الدّنيا ما الدّنيا باقية (٢) ما جزت أعمالكم ، ولو لم تبقوا شيئا من جهدكم ، أنعمه عليكم العظام وهداه إيّاكم للإيمان (٣)
٥٣ ـ ومن كلام له عليه السّلام
فى ذكر يوم النحر
ومن كمال الأضحية استشراف أذنها (٤) وسلامة عينها. فإذا سلمت الأذن والعين سلمت الأضحية وتمّت ولو كانت عضباء القرن (٥) تجرّ رجلها إلى المنسك (٦) قال الشريف : والمنسك هنا المذبح
__________________
(٧ ـ ن ـ ج ـ (١) بحفظ أعمال العباد
(١) انماثت : ذابت
(٢) «ما الدنيا باقية» أى : مدة بقائها
(٣) قوله «ما جزت» جواب «لو انماثت» وقوله «أنعمه عليكم العظام» مفعول «جزت» أى : ما كافأ ذلك أنعمه الكبار عليكم. وقوله «ولو لم تبقوا شيئا ـ الخ» اعتراض بين الفاعل والمفعول لبيان غاية النفى فى الجواب ، وقوله «وهداه إياكم» عطف على أنعمه : من عطف الخاص على العام ، فان الهداية إلى الايمان من أكبر النعم
(٤) الأضحية : الشاة التى طلب الشارع ذبحها بعد شروق الشمس من عيد الأضحى واستشراف الأذن : تفقدها حتى لا تكون مجدوعة أو مشقوقة. وفى الحديث : «أمرنا أن نستشرف العين والأذن» ، أى : نتفقدها. وذلك من كمال الأضحية ، أى : من كمال عملها وتأدية سنتها. وتكون سلامة عينها عطفا على أذنها. وقد يراد من استشراف الأذن طولها وانتصابها يقال : «أذن شرفاء» أى : منتصبة طويلة ، فسلامة عينها عطف على استشراف. والتفسير الأول أمس بقوله «فاذا سلمت الأذن»
(٥) عضباء القرن : مكسورته
(٦) «تجر رجلها إلى المنسك» أى : عرجاء