أوعد عليه نيرانه ، أو صغير أرصد له غفرانه. وبين مقبول فى أدناه ، موسّع فى أقصاه (١)
منها فى ذكر الحج
وفرض عليكم حجّ بيته الحرام ، الّذى جعله قبلة للأنام ، يردونه ورود الأنعام ، ويألهون إليه ولوه الحمام (٢) جعله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته ، وإذعانهم لعزّته ، واحتار من خلقه سمّاعا أجابوا إليه دعوته ، وصدّقوا كلمته ، ووقفوا مواقف أنبيائه ، وتشبّهوا بملائكته المطيفين بعرشه : يحرزون الأرباح فى متجر عبادته ، ويتبادرون عند موعد مغفرته ، جعله سبحانه وتعالى للإسلام علما ، وللعائذين حرما ، فرض حجّه ، وأوجب حقّه ، وكتب عليكم وفادته (٣) فقال سبحانه : «وَلِلّٰهِ عَلَى اَلنّٰاسِ حِجُّ اَلْبَيْتِ مَنِ اِسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اَللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ».
__________________
صغيرا رصد له غفرانه كالنظرة بشهوة ونحوها ، ومنهم من رواه «مباينا» منصوبا على أنه صفة من صفات الكتاب
(١) رجوع إلى تقسيم الكتاب ، والمقبول فى أدناه الموسع فى أقصاه كما فى كفارة اليمين يقبل فيها إطعام عشرة مساكين وموسع فى كسوتهم وعتق الرقبة
(٢) يألهون إليه : أى يفزعون إليه أو يلوذون به ، ويعكفون عليه ، وروى «يولهون» بفتح اللام ، من الوله ، وهو شدة الوجد حتى يكاد العقل يذهب.
(٣) الوفادة : الزيارة