ولم تكونوا من أهلها. ويلمّه؟ كيلا بغير ثمن (١)! لو كان له وعاء (ولتعلمنّ نبأه بعد حين)
٧٠ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
علم فيها الناس الصلاة على النبى صلّى اللّه عليه وآله
اللّهمّ داحى المدحوّات (٢) ، وداعم المسموكات ، وجابل القلوب على
__________________
(١) ويلمه : كلمة استعظام تقال فى مقام المدح وإن كان أصل وضعها لضده ، ومثل ذلك معروف فى لسانهم يقولون للرجل يعظمونه ويقرظونه «لا أبا لك» وفى الحديث «فاظفر بذات الدين تربت يداك» وفى كلام الحسن يحدث عن على بن أبى طالب رضى اللّه عنه ويعظم أمره : وما لك والتحكيم ، والحق فى يديك ، ولا أبا لك؟ وأصل الكلمة. ويل أمه. وقوله «كيلا» مصدر يقع مفعولا مطلقا لفعل محذوف ، أى : أنا أكيل لكم العلم والحكمة كيلا بلا ثمن ، لو أجد وعاء أكيل فيه ، أى : لو أجد نفوسا قابلة ، وعقولا عاقلة
(٢) «داحى المدحوات» أى : باسط المبسوطات ، وأراد منها الأرضين ، وبسطها أن تكون كل قطعة منها صالحة لأن تكون مستقرا ومجالا للبشر وسائر الحيوان ، تتصرف عليها هذه المخلوقات فى الأعمال التى وجهت إليها ، بهادى الغريزة كما هو المشهود لنظر الناظر ، وإن كانت الأرض فى جملتها كروية الشكل. و «داعم المسموكات» : مقيمها وحافظها ، تقول : دعمه ـ كمنعه ـ : أقامه وحفظه. والمسموكات : المرفوعات ، وهى السموات ، وتقول : سمكت الشىء سمكا ـ كنصرته نصرا ـ فسمك هو سموكا ـ كخرج خروجا ـ يتعدى ويلزم ، ومعناه رفعته وقد يراد من هذا الوصف المجعول لها سمكا يفوق كل سمك ، والسمك : الثخن المعروف فى اصطلاح أهل الكلام بالعمق ، ودعمه للسموات إقامته لها ، وحفظها من الهوى بقوة معنوية ، وإن لم يكن ذلك بدعامة حسية. قال صاحب القاموس : المسموكات لحن ، والصواب مسمكات ، ولعل هذا فى إطلاق اللفظ اسما للسموات ، أما لو أطلق صفة كما فى كلام الامام فهو صحيح فصيح ، بل لا يصح غيره ، فان الفعل سمك لا أسمك