فى قولك للعامل بأمرك أن يوليك الحمد دون ربّه ، لأنّك ـ بزعمك أنت ـ هديته إلى السّاعة الّتى نال فيها النّفع وأمن الضّرّ!!
ثم أقبل عليه السّلام على الناس فقال :
أيّها النّاس ، إيّاكم وتعلّم النّجوم ، إلاّ ما يهتدى به فى برّ أو بحر (١) فإنّها تدعو إلى الكهانة ، والمنجّم كالكاهن (٢) والكاهن كالسّاحر والسّاحر كالكافر! والكافر فى النّار ، سيروا على اسم اللّه.
٧٨ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
بعد حرب الجمل ، فى ذم النساء
معاشر النّاس ، إنّ النّساء نواقص الإيمان (٣) ، نواقص الحظوظ ، نواقص العقول : فأمّا نقصان إيمانهنّ فقعودهنّ عن الصّلاة والصّيام فى أيّام حيضهنّ
__________________
(١) طلب لتعلم علم الهيئة الفلكية وسير النجوم وحركاتها للاهتداء بها ، وإنما ينهى عما يسمى علم التنجيم ، وهو : العلم المبنى على الاعتقاد بروحانية الكواكب ، وأن لتلك الروحانية العلوية سلطانا معنويا على العوالم العنصرية ، وأن من يتصل بأرواحها ـ بنوع من الاستعداد ومعاونة من الرياضة ـ تكاشفه بما غيب من أسرار الحال والاستقبال
(٢) الكاهن : من يدعى كشف الغيب ، وكلام أمير المؤمنين حجة حاسمة لخيالات المعتقدين بالرمل ، والجفر ، والتنجيم ، وما شاكلها ، ودليل واضح على عدم صحتها ، ومنافاتها للأصول الشرعية والعقلية
(٣) خلق اللّه النساء ، وحملهن على ثقل الولادة وتربية الأطفال إلى سن معينة لا تكاد تنتهى حتى تستعد لحمل وولادة ، وهكذا ، فلا يكدن يفرغن من الولادة والتربية. فكأنهن قد خصصن لتدبير أمر المنزل وملازمته ، وهو دائرة محدودة يقوم عليهن فيها أزواجهن ، فخلق لهن من العقول بقدر ما يحتجن إليه فى هذا ، وجاء الشرع مطابقا للفطرة ، فكن ـ فى أحكامه ـ غير لاحقات للرجال ، لا فى العبادة ، ولا الشهادة ولا الميراث