أنا فو اللّه دون أن أعطى ذلك ضرب بالمشرفيّة تطير منه فراش الهام ، وتطيح السّواعد والأقدام (١) ويفعل اللّه بعد ذلك ما يشاء. أيّها النّاس ، إنّ لى عليكم حقّا ، ولكم علىّ حقّ : فأمّا حقّكم علىّ فالنّصيحة لكم ، وتوفير فيئكم عليكم ، (٢) وتعليمكم كيلا تجهلوا ، وتأديبكم كيما تعلّموا ، وأمّا حقّى عليكم فالوفاء بالبيعة ، والنّصيحة فى المشهد والمغيب ، والإجابة حين أدعوكم ، والطّاعة حين آمركم.
٣٥ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
بعد التحكيم
الحمد للّه وإن أتى الدّهر بالخطب الفادح (٣) والحدث الجليل. وأشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ليس معه إله غيره ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله صلّى اللّه عليه وآله.
__________________
(١) أى : لا يمكن عدوه من نفسه حتى يكون دون ذلك ضرب بالمشرفية ، وهى السيوف التى تنسب إلى مشارف ، وهى قرى من أرض العرب تدنو من الريف. ولا يقال فى النسبة إليها مشارفى ، لأن الجمع ينسب إلى واحده ، ويقال : إن المشرفية نسبة إلى موضع فى بلاد اليمن لا إلى مشارف الشام ، وفراش الهام : العظام الرقيقة التى تلى القحف ، و «تطيح السواعد» أى : تسقط وفعله كباع وقال
(٢) الفىء : الخراج وما يحويه بيت المال
(٣) من فدحه الدين ـ كقطع ـ أى : أثقله وعاله وبهظه ، والحدث ـ بالتحريك ـ الحادث