قلوبكم. لقد حملتكم على الطّريق الواضح الّتى لا يهلك عليها إلاّ هالك (١) من استقام فإلى الجنّة ، ومن زلّ فإلى النّار
١١٨ ـ ومن كلام له عليه السّلام
تاللّه لقد علمت تبليغ الرّسالات ، وإتمام العدات (٢) وتمام الكلمات ، وعندنا أهل البيت أبواب الحكم ، وضياء الأمر ، ألا وإنّ شرائع الدّين واحدة ، وسبله قاصدة (٣) من أخذ بها لحق وغنم ، ومن وقف عنها ضلّ وندم اعملوا ليوم تذخر له الذّخائر ، وتبلى فيه السّرائر ، ومن لا ينفعه حاضر لبّه فعازبه عنه أعجز (٤) وغائبه أعوز (٥) واتّقوا نارا حرّها شديد ، وقعرها بعيد ، وحليتها حديد ، وشرابها صديد (٦)
__________________
(١) الذى حتم هلاكه لتمكن الفساد من طبعه وجبلته ، وإنما قال «الطريق الواضح» فذكر الطريق ، ثم قال «لا يهلك عليها» فأنث ، لأنه يذكر ويؤنث
(٢) جمع عدة ـ بكسر العين ـ وهى الوعد ، وقوله «لقد علمت» يروى الفعل مبنيا للمعلوم مخفف الحشو ، ويروى مبنيا للمجهول مشدد اللام ، والرواية الثانية أصح وأوفق ، وإتمام العدات : إنجازها والوفاء بها
(٣) مستقيمة ، أو قريبة سهلة ، يقال : بيننا وبين الماء ليلة قاصدة
(٤) عازبه : غائبه ، أى : من لم ينتفع بعقله الموهوب له الحاضر فى نفسه ، فأولى به أن لا ينتفع بعقل غيره الذى هو غائب عن نفسه ، أى : ليس من صفاتها ، بل من صفات الغير ، والمراد أن من لم يكن له من نفسه ومن ذاته واعظ وزاجر يردعه عن فعل القبيح وإتيان ما يلحقه العار بسببه ، فبعيد أن يرتدع بعظة غيره ، أو ينزجر بزجره ، كما قيل : من لم يكن له من نفسه واعظ ، لم تنفعه المواعظ
(٥) عوز الشىء ـ كفرح ـ أى : لم يوجد
(٦) الصديد : ماء الجرح الرقيق والحميم