الكظم (١) وعلى أمرّ من طعم العلقم. ومنها : ولم يبايع حتّى شرط أن يؤتيه على البيعة ثمنا (٢) فلا ظفرت يد البائع ، وخزيت أمانة المبتاع ، فخذوا للحرب أهبتها ، وأعدّوا لها عدّتها ، فقد شبّ لظاها ، وعلا سناها ، واستشعروا الصّبر فانّه أدعى إلى النّصر
٢٧ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
أمّا بعد ، فانّ الجهاد باب من أبواب الجنّة فتحه اللّه لخاصّة أوليائه ، وهو لباس التّقوى ، ودرع اللّه الحصينة ، وجنّته الوثيقة (٣) فمن تركه رغبة عنه ألبسه اللّه ثوب الذّلّ وشملة البلاء ، وديّث بالصّغار والقماء (٤) وضرب على قلبه بالأسداد (٥) ، وأديل الحقّ منه بتضييع الجهاد وسيم الخسف (٦) ومنع
__________________
(١) الكظم بالتحريك وبضم فسكون : الحلق ، أو الفم ، أو مخرج النفس ، والكل صحيح ههنا. والمراد أنه صبر على الاختناق ، وأغضيت : غضضت طرفى على قذى فى عينى ، وما أصعب أن يغمض الطرف على قذى فى العين. والشجا : ما يعترض فى الحلق. وكل هذا تمثيل للصبر على المضض الذى ألم به من حرمانه حقه وتألب القوم عليه
(٢) ضمير يبايع إلى عمرو بن العاص ، فانه شرط على معاوية أن يوليه مصر لو تم له الأمر
(٣) جنته ـ بالضم ـ وقايته
(٤) ديث مبنى للمفعول من ديثه ، أى : ذلله ، وقمؤ الرجل كجمع وككرم قمأة وقماءة بزنة رحمة وسحابة ـ أى : ذل وصغر
(٥) الأسداد جمع سد ، يريد الحجب التى تحول دون بصيرته والرشاد. قال اللّه «وَجَعَلْنٰا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنٰاهُمْ فَهُمْ لاٰ يُبْصِرُونَ» ويروى بالاسهاب وهو ذهاب العقل أو كثرة الكلام ، أى : حيل بينه وبين الخير بكثرة الكلام بلا فائدة
(٦) أديل الحق منه ، أى : صارت الدولة للحق بدله ،