من الأمر ، وبلاء من الجهل ، فبالغ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فى النّصيحة ، ومضى على الطّريقة ، ودعا إلى الحكمة والموعظة الحسنة
٩٤ ـ ومن خطبة أخرى
الحمد للّه الأوّل فلا شىء قبله ، والآخر فلا شىء بعده ، والظّاهر فلا شىء فوقه ، والباطن فلا شىء دونه.
منها فى ذكر الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلم :
مستقرّه خير مستقرّ ، ومنبته أشرف منبت ، فى معادن الكرامة ، ومماهد السّلامة (١) قد صرفت نحوه أفئدة الأبرار ، وثنيت إليه أزمّة الأبصار (٢) ، دفن به الضّغائن (٣) ، وأطفأ به الثّوائر (٤) ، ألّف به إخوانا ، وفرّق به أقرانا (٥) أعزّ به الذّلّة (٦) ، وأذلّ به العزّة ، كلامه بيان ، وصمته لسان
__________________
(١) المماهد : جمع ممهد ـ كمقعد ـ ما يمهد ، أى : يبسط ، فيه الفراش ونحوه ، أى : إنه ولد فى أسلم موضع وأنقاه من دنس السفاح
(٢) الأزمة ـ كأئمة ـ جمع زمام ، وانثناء الأزمة إليه عبارة عن تحولها نحوه
(٣) الأحقاد ، فهو رسول الألفة ، وأهل دينه المتآلفون المتعاونون على الخير ، ومن لم يكن فى عروة الألفة منهم فهو ـ واللّه أعلم ـ خارج عنهم
(٤) جمع ثائرة : وهى العداوة الواثبة بصاحبها على أخيه ليضره إن لم يقتله
(٥) وفرق به أقران الألفة على الشرك
(٦) ذلة الضعفاء من أهل الفضل المستترين بحجب الخمول ، وأذل به عزة الشرك والظلم والعدوان