فكنت وإيّاكم كما قال أخو هوازن : ـ أمرتكم أمرى بمنعرج اللّوى فلم تستبينوا النّصح إلاّ ضحى الغد
٣٦ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
(فى تخويف أهل النهروان (١)
فأنا نذيركم أن تصبحوا صرعى بأثناء هذا النّهر ، وبأهضام هذا الغائط (٢)
__________________
(٦ ـ ن ـ ج ـ (١) وظن أن النصح غير نصح ، وأن الصواب ما أجمعوا عليه وتلك سنة البشر : إذا كثر المخالف للصواب اتهم المصيب نفسه. وقوله «ضن الزند بقدحه» أى : أنه لم يعدله بعد ذلك رأى صالح لشدة ما لقى من خلافهم ، وهكذا المشير الناصح إذا اتهم واستغش عشت بصيرته وفسد رأيه. «وأخو هوازن» هو دريد بن الصمة ، ومنعرج اللوى : اسم مكان ، وأصل اللوى من الرمل : الجدد يعد الرملة. ومنعرجه : منعطفه يمنة ويسرة. وفى هذه القصيدة.
فلما عصونى كنت منهم ، وقد أرى |
|
غوايتهم ، وأننى غير مهتدى |
وما أنا إلا من غزية إن غوت |
|
غويت ، وإن ترشد غزية أرشد |
(١) النهروان : اسم لأسفل نهر بين لخافيق ، وطرفاء على مقربة من الكوفة فى طرف صحراء حروراء. ويقال لأعلى ذلك النهر «تامر» ، وكأن الذين خرجوا على أمير المؤمنين وخطأوه فى التحكيم قد نقضوا بيعته ، وجهروا بعداوته ، وصاروا له حربا ، واجتمع معظمهم عند ذلك الموضع ، وهؤلاء يلقبون بالحرورية لما تقدم أن الأرض التى اجتمعوا فيها كانت تسمى حروراء ، وكان رئيس هذه الفئة الضالة حرقوص بن زهير السعدى ، ويلقب بذى الثدية (تصغير ثدية) خرج اليهم أمير المؤمنين يعظهم فى الرجوع عن مقالتهم ، والعودة إلى بيعتهم ، فأجابوا النصيحة برمى السهام وقتال أصحابه كرم اللّه وجهه ، فأمر بقتالهم ، وتقدم القتال بهذا الانذار الذى تراه
(٢) صرعى : جمع صريع ، أى : طريح ، أى : إنى أحذركم من اللجاج فى العصيان فتصبحوا مقتولين مطروحين : بعضكم فى أثناء هذا النهر ، وبعضكم بأهضام هذا الغائط. والأهضام : جمع هضم وهو المطمئن من الوادى. والغائط : ما سفل من