تزيله العواصف : لم يكن لأحد فىّ مهمز (١) ولا لقاتل فىّ مغمز ، الذّليل عندى عزيز حتّى آخذ الحقّ له ، والقوىّ عندى ضعيف حتّى آخذ الحقّ منه ، رضينا عن اللّه قضاءه وسلّمنا للّه أمره (٢) ، أترانى أكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ واللّه لأنا أوّل من صدّقه فلا أكون أوّل من كذب عليه. فنظرت فى أمرى فإذا طاعتى قد سبقت بيعتى ، وإذا الميثاق فى عنقى لغيرى (٣)
٣٨ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
وإنّما سمّيت الشّبهة شبهة لأنّها تشبه الحقّ : فأمّا أولياء اللّه فضياؤهم فيها اليقين ، ودليلهم سمت الهدى (٤) وأمّا أعداء اللّه فدعاؤهم فيها الضّلال ، ودليلهم العمى ، فما ينجو من الموت من خافه ، ولا يعطى البقاء من أحبّه
__________________
الذى وقع التراهن عليه
(١) الهمز والغمز : الوقيعة ، أى : لم يكن فى عيب أعاب به وهذا هو الفصل الثانى ، يذكر حاله بعد البيعة ، أى أنه قام بالخلافة كالجبل الخ. وقوله الذليل عندى ـ الخ» أى : إننى أنصر الذليل فيعز بنصرى ، حتى إذا أخذ حقه رجع إلى ما كان عليه قبل الانتصار بى. ومثل ذلك يقال فيما بعده.
(٢) قوله «رضينا ـ الخ» كلام قاله عند ما تفرس فى قوم من عسكره أنهم يتهمونه فيما يخبرهم به من أنباء الغيب
(٣) قوله «فنظرت الخ» هذه الجملة قطعة من كلام له فى حال نفسه بعد وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم. بين فيه أنه مأمور بالرفق فى طلب حقه ، فأطاع الأمر فى بيعة أبى بكر وعمر وعثمان رضى اللّه عنهم ، فبايعهم امتثالا لما أمره النبى به من الرفق ، وإيفاء بما أخذ عليه النبى من الميثاق فى ذلك.
(٤) سمت الهدى : طريقته ، وقوله «فما ينجو من الموت الخ» ليس ملتئما مع ما قبله فهو قطعة من كلام آخر ضمه إلى هذا على نحو ما جمع الفصول المتقدمة