اليوم رجعته. الرّجاء مع الجائى ، واليأس مع الماضى (فَاِتَّقُوا اَللّٰهَ حَقَّ تُقٰاتِهِ وَلاٰ تَمُوتُنَّ إِلاّٰ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
١١٣ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
فى الاستسقاء
اللّهمّ قد انصاحت جبالنا (١) ، واغبرّت أرضنا ، وهامت دوابّنا ، وتحيّرت فى مرابضها ، وعجّت عجيج الثّكالى على أولادها ، وملّت التّردّد فى مراتعها ، والحنين إلى مواردها. اللّهمّ فارحم أنين الآنّة ، وحنين الحانّة. اللّهمّ فارحم حيرتها فى مذاهبها ، وأنينها فى موالجها (٢) اللّهمّ خرجنا إليك حين اعتكرت علينا حدابير السّنين ، وأخلفتنا مخايل الجود (٣) ، فكنت الرّجاء للمبتئس (٤) والبلاغ للملتمس : ندعوك حين قنط الأنام ، ومنع الغمام ، وهلك السّوام (٥) أن لا تؤاخذنا بأعمالنا ، ولا تأخذنا بذنوبنا ، وانشر علينا رحمتك بالسّحاب
__________________
(١) انصاحت : جفت أعالى بقولها ، ويبست من الجدب ، وليس من المناسب تفسير «انصاحت» بانشقت إلا أن يراد المبالغة فى الحرارة التى اشتدت لتأخر المطر حتى اتقد باطن الأرض نارا ، وتنفست فى الجبال فانشقت ، وتفسير بقية الألفاظ يأتى فى آخر الدعاء لصاحب الكتاب
(٢) مداخلها فى المرابض
(٣) مخايل : جمع مخيلة ـ كمصيبة ـ وهى السحابة تظهر كأنها ماطرة ثم لا تمطر والجود ـ بالفتح ـ المطر
(٤) الذى مسته البأساء والضراء ، والبلاغ : الكفاية
(٥) جمع سائمة : وهى البهيمة الراعية من الابل ونحوها