المنبعق (١) والرّبيع المغدق (٢) والنّبات المونق (٣) سحّا وابلا (٤) تحيى به ما قد مات ، وتردّ به ما قد فات. اللّهمّ سقيا منك ، محيية ، مروية ، تامّة ، عامّة ، طيّبة ، مباركة ، هنيئة ، مريعة (٥) زاكيا نبتها (٦) ، ثامرا فرعها ، ناضرا ورقها ، تنعش بها الضّعيف من عبادك ، وتحيى بها الميت من بلادك. اللّهمّ سقيا منك تعشب بها نجادنا (٧) وتجرى بها وهادنا ، وتخصب بها جنابنا (٨) وتقبل بها ثمارنا ، وتعيش بها مواشينا ، وتندى بها أقاصينا (٩) ، وتستعين بها ضواحينا (١٠) من بركاتك الواسعة ، وعطاياك الجزيلة على بريّتك المرملة (١١) ووحشك المهملة ، وأنزل علينا سماء مخضلة (١٢) مدرارا هاطلة ، يدافع الودق منها الودق (١٣) ، ويحفز القطر منها القطر (١٤) غير خلّب برقها (١٥) ولا جهام
__________________
(١) «انبعق المزن» : انفرج عن المطر كأنما هو حى انشقت بطنه فنزل ما فيها
(٢) أغدق المطر : كثر ماؤه
(٣) من «آنقنى» : إذا أعجبنى ، أو من «آنقه» : إذا سره وأفرحه
(٤) سحا : صبا ، والوابل : الشديد من المطر الضخم القطر
(٥) المريعة ـ بفتح الميم ـ : الخصيبة
(٦) زاكيا : ناميا ، وثامرا : مثمرا آتيا بالثمر
(٧) جمع نجد : وهو ما ارتفع من الأرض ، والوهاد : جمع وهدة ، وهو ما انخفض منها
(٨) الجناب : الناحية
(٩) القاصية : الناحية أيضا ، أو هى بمعنى البعيدة عنا من أطراف بلادنا ، فى مقابلة «جنابنا»
(١٠) ضاحية المال : التى تشرب ضحى ، والضواحى : جمعها
(١١) بصيغة الفاعل : الفقيرة
(١٢) مخضلة : من «أخضله» إذا بله
(١٣) الودق : المطر
(١٤) يحفز : يدفع
(١٥) البرق الخلب : ما يطمعك فى المطر ولا مطر معه