٥١ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السّلام على شريعة (١)
الفرات بصفين ومنعوهم الماء
قد استطعموكم القتال (٢) فأقرّوا على مذلّة ، وتأخير محلّة ، أو روّوا السّيوف من الدّماء ترووا من الماء ، فالموت فى حياتكم مقهورين والحياة فى موتكم قاهرين. ألا وإنّ معاوية قاد لمّة من الغواة (٣). وعمس عليهم الخبر (٤) حتّى جعلوا نحورهم أغراض المنيّة.
٥٢ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
ألا وإنّ الدّنيا قد تصرّمت ، وآذنت بوداع ، وتنكّر معروفها ، وأدبرت حذّاء (٥) فهى تحفز بالفناء سكّانها (٦) وتحدو بالموت جيرانها ، وقد (٧)
__________________
(١) الشريعة : مورد الشاربة من النهر
(٢) طلبوا منكم أن تطعموهم القتال كما يقال «فلان يستطعمنى الحديث» أى : يستدعيه منى. وقوله «فأقروا الخ» أى إما تثبتوا على الذل وتأخر المنزلة ، وإما أن ترووا سيوفكم الخ
(٣) اللمة ـ بضم اللام وتشديد الميم ـ الأصحاب فى السفر ، وبتخفيفها : الجملة القليلة مطلقا ، أو من الثلاثة إلى العشرة. والتقليل مستفاد من الأول بطريق الكناية ، ومن الثانى على الحقيقة الصريحة ، وفى الأول الاشارة إلى أنهم ليسوا بأهل حرب
(٤) عمس الكتاب والخبر ـ كنصر ـ أخفاه و «عمست عليه» أى : أريته أنك لا تعرف الأمر وأنت به عارف ، والأغراض : جمع غرض ، وهو الهدف
(٥) حذاء : مسرعة ورحم حذاء : مقطوعة غير موصولة ، وفى رواية «جذاء» ـ بالجيم ـ أى : مقطوعة الدر والخير
(٦) تحفزهم. تدفعهم وتسوقهم ، حفزه يحفزه : دفعه من خلفه أو هو بمعنى تطعنهم من «حفزه بالرمح» إذا طعنه
(٧) تحدر ـ بالراء ، من باب