به وحرموه (١) ولقد نزلت بكم البليّة جائلا خطامها (٢) رخوا بطانها ، فلا يغرّنّكم ما أصبح فيه أهل الغرور ، فانّما هو ظلّ ممدود ، إلى أجل معدود.
٨٨ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
الحمد للّه المعروف من غير رؤية ، والخالق من غير رويّة (٣) ، الّذى لم يزل قائما دائما ، إذ لا سماء ذات أبراج ، ولا حجب ذات أرتاج (٤) ولا ليل داج ، ولا بحر ساج ، ولا جبل ذو فجاج ، ولا فجّ ذو اعوجاج ، ولا أرض ذات مهاد ، ولا خلق ذو اعتماد : ذلك مبتدع الخلق ووارثه (٥) وإله الخلق
__________________
(١) يريد أن حالهم كحال من سبقهم ، وأن من السابقين من اهتدى بهدى الرسول فنجا من سوء عاقبة ما كان فيه ، ومنهم من جهل فحل به من النكال ما حل ، والامام اليوم مع هؤلاء كما كان الرسول مع أولئك ، وحال السامعين فى المدارك كحال السابقين ، وليسوا هؤلاء مختصين بشىء حرمه أولئك ، ولا عالمين بأمر جهلوه ، «أصفيتم» أى : خصصتم ، مبنى للمجهول
(٢) الخطام ـ ككتاب ـ : ما جعل فى أنف البعير لينقاد به ، وجولان الخطام : حركته وعدم استقراره لأنه غير مشدود. والعبارة تصوير لانطلاق الفتنة تأخذ فيهم مآخذها : لا مانع لها ولا مقاوم ، وبطان البعير : حزام يجعل تحت بطنه ، ومتى استرخى كان الراكب على خطر السقوط
(٣) روية : فكر ، وإمعان نظر
(٤) الأرتاج : جمع رتج ـ بالتحريك ـ وهو الباب العظيم ، والداجى : المظلم ، والساجى : الساكن ، والفجاج : جمع فج ، وهو الطريق الواسع بين جبلين ، والمهاد ـ بزنة كتاب ـ الفراش. والخلق : بمعنى المخلوق و «ذو اعتماد» أى : بطش وتصرف بقصد وإرادة.
(٥) مبتدع الخلق : منشئه من العدم المحض ، ووارثه : الباقى بعده