ويختلها راصدها ، ولكنّى أضرب بالمقبل إلى الحقّ المدبر عنه ، وبالسّامع المطيع العاصى المريب أبدا ، حتّى يأتى علىّ يومى. فو اللّه ما زلت مدفوعا عن حقّى مستأثرا علىّ منذ قبض اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى يوم النّاس هذا
٧ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
اتّخذوا الشّيطان لأمرهم ملاكا (١) واتّخذهم له أشراكا ، فباض وفرّخ فى صدورهم (٢) ودبّ ودرج فى حجورهم (٣) فنظر بأعينهم ، ونطق بألسنتهم ، فركب بهم الزّلل وزيّن لهم الخطل (٤) فعل من قد شرّكه الشّيطان فى سلطانه ونطق بالباطل على لسانه.
__________________
أبو عبيد : يأتى صائد الضبع فيضرب بعقبه الأرض عند باب جحرها ضربا غير شديد ، وذلك هو اللدم ، ثم يقول : خامرى أم عامر ، بصوت ضعيف ، يكررها مرارا ، فتنام الضبع على ذلك ، فيجعل فى عرقوبها حبلا ويجرها فيخرجها ، وخامرى أى : استترى فى جحرك. ويقال : خامر الرجل منزله ، اذا لزمه.
(١) ملاك الشىء ـ بالفتح ، ويكسر ـ قوامه الذى يملك به ، والأشراك : جمع شريك كشريف وأشراف ، فجعلهم شركاءه أو جمع شرك. وهو ما يصاد به ، فكأنهم آلة الشيطان فى الاضلال
(٢) باض وفرخ : كناية عن توطنه صدورهم وطول مكثه فيها ، لأن الطائر لا يبيض إلا فى عشه ، وفراخ الشيطان : وساوسه
(٣) دب ودرج الخ : أى أنه تربى فى حجورهم كما يربى الطفل فى حجر والديه حتى يبلغ فتوته ويملك قوته
(٤) الخطل : أقبح الخطأ. والزلل : الغلط والخطأ