قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

نهج البلاغة [ ج ١ ]

نهج البلاغة

نهج البلاغة [ ج ١ ]

المؤلف :محمد عبده

الموضوع :الحديث وعلومه

الصفحات :240

تحمیل

نهج البلاغة [ ج ١ ]

197/240
*

١٠١ ـ ومن خطبة له عليه السّلام

أنظروا إلى الدّنيا نظر الزّاهدين فيها ، الصّادفين عنها (١) ، فإنّها واللّه عمّا قليل تزيل الثّاوى السّاكن (٢) وتفجع المترف الآمن (٣) لا يرجع ما تولّى منها فأدبر ، ولا يدرى ما هو آت منها فينتظر ، سرورها مشوب بالحزن ، وجلد الرّجال فيها إلى الضّعف والوهن ، فلا يغرّنّكم كثرة ما يعجبكم فيها ، لقلّة ما يصحبكم منها. رحم اللّه امرأ تفكّر فاعتبر ، واعتبر فأبصر ، فكأنّ ما هو كائن من الدّنيا عن قليل لم يكن (٤) وكأنّ ما هو كائن من الآخرة عمّا قليل لم يزل ، وكلّ معدود منقض ، وكلّ متوقّع آت ، وكلّ آت قريب دان.

ومنها: العالم من عرف قدره ، وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره ، وإنّ من أبغض الرّجال لعبدا وكله اللّه إلى نفسه! جائرا عن قصد السّبيل ، سائرا بغير دليل ، إن دعى إلى حرث الدّنيا عمل ، وإن دعى إلى حرث الآخرة

__________________

بعد محاصرة شديدة ، وقتله الموفق أخو الخليفة المعتمد سنة سبعين ومائتين ، وفرح الناس بقتله لانكشاف رزئه عنهم

(١) الصادفين : المعرضين

(٢) الثاوى : المقيم

(٣) المترف ـ بفتح الراء ـ : المتروك يصنع ما يشاء لا يمنع

(٤) فان الذى هو موجود فى الدنيا بعد قليل كأنه لم يكن ، وإن الذى هو كائن فى الآخرة بعد قليل كأنه كائن لم يزل ، فكأنه ـ وهو فى الدنيا ـ من سكان الآخرة