١١٥ ـ ومن كلام له عليه السّلام
فلا أموال بذلتموها للّذى رزقها ، ولا أنفس خاطرتم بها للّذى خلقها ، تكرمون باللّه على عباده (١) ، ولا تكرمون اللّه فى عباده ، فاعتبروا بنزولكم منازل من كان قبلكم ، وانقطاعكم عن أوصل إخوانكم
١١٦ ـ ومن كلام له عليه السّلام
أنتم الأنصار على الحقّ ، والاخوان فى الدّين ، والجنن يوم البأس (٢) والبطانة دون النّاس (٣) بكم أضرب المدبر ، وأرجو طاعة المقبل (٤) فأعينونى بمناصحة خليّة من الغشّ ، سليمة من الرّيب ، فو اللّه إنّى لأولى النّاس. بالنّاس
١١٧ ـ ومن كلام له عليه السّلام
وقد جمع الناس وحضهم على الجهاد فسكتوا مليا (٥)
فقال عليه السّلام : أمخرسون أنتم؟ فقال قوم منهم : يا أمير المؤمنين ، إن سرت سرنا معك ، فقال عليه السّلام :
__________________
(١) كرم الشىء ـ كحسن يحسن ـ أى : عز ونفس ، أى : إنكم تصيرون أعزاء بنسبتكم للايمان باللّه ، ثم لا تبجلون اللّه ولا تعظمونه بالاحسان إلى عباده.
(٢) الجنن ـ بضم ففتح ـ : جمع جنة ـ بالضم ـ وهى الوقاية ، والبأس : الشدة
(٣) بطانة الرجل : خواصه ، وأصحاب سره
(٤) أما ضربه بهم المدبر فظاهر ، وأما رجاء طاعة المقبل فلأن من ينضوى إليه من المخالفين إذا رأى ما عليه شيعته وبطانته من الأخلاق الحميدة والسيرة الحسنة أطاعه بقلبه باطنا ، بعد أن كان انضواؤه إليه على الظاهر
(٥) قال بعضهم : إن أمير المؤمنين قال هذا الكلام عند ما كان يغير أهل الشام على أطراف أعماله بعد واقعة صفين ، وقوله «سكتوا مليا» أى : ساعة طويلة ، وتقول : مضى ملى من النهار ، وفى التنزيل. «وَاُهْجُرْنِي مَلِيًّا» وكذلك تقول : أقمت عند فلان ملاوة من الدهر ـ والميم مثلثة ـ أى : حينا وبرهة