على قومه السّيف ، وساق إليهم الحتف ، لحرىّ أن يمقته الأقرب ، ولا يأمنه الأبعد (١)
٢٠ ـ ومن كلام له عليه السّلام
فإنّكم لو عاينتم ما قد عاين من مات منكم لجزعتم ووهلتم (٢) وسمعتم وأطعتم ولكن محجوب عنكم ما قد عاينوا ، وقريب ما يطرح الحجاب (٣) ولقد بصّرتم إن أبصرتم ، وأسمعتم إن سمعتم ، وهديتم إن اهتديتم ، بحقّ أقول لكم لقد جاهرتكم العبر (٤) وزجرتم بما فيه مزدجر. وما يبلّغ عن اللّه بعد
__________________
(١) دلالة السيف ـ على قوله ـ وسوق الحنف إليهم تسليمهم لزياد بن لبيد ، وفتح الحصن عليهم حتى قتلهم كما تقدم وإن كان الذى ينقل عن الشريف الرضى أن ذلك إشارة إلى وقعة جرت بين الأشعث وخالد بن الوليد فى حرب المرتدين باليمامة ، وإن الأشعث دل خالدا على مكامن قومه ومكربهم حتى أوقع بهم خالد فان ما نقله الشريف لا يتم إلا إذا قلنا إن بعض القبائل من كندة كانت انتقلت من اليمن إلى اليمامة. وشاركت أهل الردة فى حروبهم وفعل بهم الأشعث ما فعل. وعلى كل حال فقد كان الأشعث ملوما على ألسنة المسلمين والكافرين ، وكان نساء قومه يسمينه عرف النار ، وهو اسم للغادر عندهم
(٢) الوهل : الخوف ، من وهل يوهل
(٣) ما مصدرية ، أى قريب طرح الحجاب ، وذلك عند نهاية الأجل ، ونزول المرء فى أول منازل الآخرة.
(٤) جاهرتكم العبر : انتصبت لتنبهكم جهرا وصرحت لكم بعواقب أموركم ، والعبر : جمع عبرة ، والعبرة : الموعظة ، لكنه أطلق اللفظ وأراد ما به الاعتبار مجازا ، فان العبر التى جاهرتهم إما قوارع الوعيد المنبعثة عليهم من ألسنة الرسل الالهيين وخلفائهم. وإما ما يشهدونه من تصاريف القدرة الربانية ومظاهر العزة الالهية