٨٣ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
وأشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له : الأوّل لا شىء قبله ، والآخر لا غاية له ، لا تقع الأوهام له على صفة ، ولا تقعد القلوب منه على كيفيّة (١) ولا تناله التّجزئة والتّبعيض ، ولا تحيط به الأبصار والقلوب
منها : فاتّعظوا عباد اللّه بالعبر النّوافع ، واعتبروا بالآى السّواطع (٢) وازدجروا بالنّذر البوالغ (٣) وانتفعوا بالذّكر والمواعظ ، فكأن قد علقتكم مخالب المنيّة ، وانقطعت منكم علائق الأمنيّة ، ودهمتكم مفظعات الأمور (٤) والسّياقة إلى الورد المورود (٥) وكلّ نفس معها سائق وشهيد : سائق يسوقها إلى محشرها ، وشاهد يشهد عليها بعملها
ومنها فى صفة الجنة :
درجات متفاضلات ، ومنازل متفاوتات ، لا ينقطع نعيمها ، ولا يظعن
__________________
(١٠ ـ ن ـ ج ـ ١) بالأتية والرضيخة ولاية مصر
(١) تقعد : مجاز عن استقرار حكمها ، أى : ليست له كيفية فتحكم بها.
(٢) الآى : جمع آية ، وهى الدليل. والسواطع : الظاهرة الدلالة
(٣) البوالغ : جمع البالغة غاية البيان لكشف عواقب التفريط. والنذر : جمع نذير ، بمعنى الانذار ، أو المخوف ، والمراد إنذار المنذرين
(٤) المفظعات : من «أفظع الأمر» إذا اشتد ، ويقال : أفظع الرجل ـ مبنيا للمجهول ـ إذا نزلت به الشدة
(٥) الورد ـ بالكسر ـ الأصل فيه الماء يورد للرى ، والمراد به الموت أو المحشر