به وهرب إلى الشام (١) : ـ
قبّح اللّه مصقلة فعل فعل السّادات ، وفرّ فرار العبيد ، فما أنطق مادحه حتّى أسكته ، ولا صدّق واصفه حتّى بكّته ، ولو أقام لأخذنا ميسوره (٢) وانتظرنا بماله وفوره (٣)
٤٥ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
الحمد للّه غير مقنوط من رحمته ، ولا مخلوّ من نعمته ، ولا مأيوس من مغفرته ، ولا مستنكف من عبادته ، الّذى لا تبرح منه رحمة ، ولا تفقد له نعمة. والدّنيا دار منى لها الفناء (٤) ، ولأهلها منها الجلاء ، وهى حلوة خضرة (٥) ، وقد عجلت للطّالب (٦) والتبست بقلب النّاظر ، فارتحلوا عنها بأحسن ما بحضرتكم من الزّاد (٧) ، ولا تسألوا فيها فوق الكفاف (٨) ولا
__________________
اليه النساء والصبيان ، وتصايح الرجال يستغيثون فى فكاكهم ، فاشتراهم من معقل بخمسمائة ألف درهم ، ثم امتنع من أداء المبلغ. ولما ثقلت عليه المطالبة بالحق لحق بمعاوية فرارا تحت أستار الليل.
(١) خاس به : خان
(٢) ميسوره : ما تيسر له
(٣) وفوره : زيادته
(٤) منى لها الفناء ـ ببناء الفعل للمجهول ـ أى : قدر لها ، والجلاء : الخروج من الأوطان
(٥) تمثيل لها بما يألفه الذوق ، ويروق النظر
(٦) عجلت للطالب : أسرعت اليه والتبست بقلب الناظر : اختلطت به محبة وعلقة
(٧) أحسن ما بحضرتكم ، أى : أفضل الأشياء الحاضرة عندكم ، وذلك فاضل الأخلاق ، وصالح الأعمال.
(٨) الكفاف : ما يكفك ـ أى : يمنعك ـ عن سؤال غيرك ، وهو مقدار القوت