٨٢ ـ ومن كلام له عليه السّلام
فى ذكر عمرو بن العاص
عجبنا لابن النّابغة (١) يزعم لأهل الشّام أنّ فىّ دعابة (٢) وأنّى امرؤ تلعابة : أعافس وأمارس (٣) لقد قال باطلا ، ونطق آثما. أما ، وشرّ القول الكذب إنّه ليقول فيكذب ، ويعد فيخلف ، ويسأل فيلحف (٤) ويسأل فيبخل ، ويخون العهد ، ويقطع الإلّ (٥) فإذا كان عند الحرب فأىّ زاجر وآمر هو؟؟!! ما لم تأخذ السّيوف مآخذها (٦) فإذا كان ذلك كان أكبر مكيدته أن يمنح القرم سبّته (٧) أما واللّه إنّى ليمنعنى من اللّعب ذكر الموت ، وإنّه ليمنعه من قول الحقّ نسيان الآخرة ، إنّه لم يبايع معاوية حتّى شرط أن يؤتيه أتيّة ، ويرضخ له على ترك الدّين رضيخة (٨)
__________________
(١) النابغة : المشهورة فيما لا يليق بالنساء ، من «نبغ» إذا ظهر
(٢) الدعابة ـ بالضم ـ المزاح واللعب ، وتلعابة ـ بالكسر ـ كثير اللعب
(٣) أعافس : أعالج الناس وأضاربهم مزاحا ، ويقال : المعافسة : معالجة النساء بالمغازلة ، والممارسة كالمعافسة
(٤) «فيلحف» أى : يلح «ويسأل» هاهنا مبنى للفاعل و «يسأل» فى الجملة بعدها مبنى للمفعول
(٥) الال ـ بالكسر ـ القرابة ، والمراد أنه يقطع الرحم
(٦) أى : إنه فى الحرب زاجر وآمر عظيم ، أى : محرض حاث. ما لم تأخذ السيوف مآخذها ، فعند ذلك يجبن كما قال «فاذا كان ذلك الخ»
(٧) السبة ـ بالضم ـ الاست. تقريع له بفعلته عند ما نازل أمير المؤمنين فى واقعة صفين ، فصال عليه وكاد يضرب عنقه ، فكشف عورته ، فالتفت أمير المؤمنين عنه وتركه
(٨) الأتية : العطية ، ورضخ له : أعطاه قليلا ، والمراد