فقد رمى بأفوق ناصل (١). وإنّكم ، واللّه ، لكثير فى الباحات (٢) قليل تحت الرّايات ، وإنّى لعالم بما يصلحكم ويقيم أودكم (٣) ولكنّى لا أرى إصلاحكم بإفساد نفسى! أضرع اللّه خدودكم (٤) ، وأتعس جدودكم (٥) ، لا تعرفون الحقّ كمعرفتكم الباطل ، ولا تبطلون الباطل كإبطالكم الحقّ
٦٨ ـ وقال عليه السّلام
فى سحرة اليوم الذى ضرب فيه (٦)
ملكتنى عينى وأنا جالس (٧) فسنح لى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقلت : يا رسول اللّه ، ما ذا لقيت من أمّتك من الأود واللّدد؟ فقال : «ادع عليهم» فقلت : أبدلنى اللّه بهم خيرا منهم ، وأبدلهم بى شرّا لهم منّى قال الشريف : يعنى بالأود الاعوجاج ، وباللدد الخصام. وهذا من أفصح الكلام
__________________
(١) الأفوق من السهام : ما كسر فوقه ، أى : موضع الوتر منه. والناصل : العارى من النصل ، والسهم إذا كان مكسور الفوق عاريا عن النصل لم يؤثر فى الرمية ، فهم فى ضعف أثرهم وعجزهم عن النكاية بعدوهم أشبه به
(٢) الباحات : الساحات
(٣) أودكم ـ بالتحريك ـ اعوجاجكم
(٤) أى : أذل اللّه وجوهكم
(٥) وأتعس جدودكم ، أى : حط من حظوظكم والتعس : الانحطاط والهلاك والعثار
(٦) السحرة ـ بالضم ـ السحر الأعلى من آخر الليل
(٧) ملكتنى عينى : غلبنى النوم وسنح لى رسول اللّه : مر بى كما تسنح الظباء والطير