وركوع لا ينتصبون ، وصافّون لا يتزايلون ، ومسبّحون لا يسأمون. لا يغشاهم نوم العين ، ولا سهو العقول ، ولا فترة الأبدان ، ولا غفلة النّسيان. ومنهم أمناء على وحيه ، وألسنة إلى رسله ، ومختلفون بقضائه وأمره ، ومنهم الحفظة لعباده ، والسّدنة لأبواب جنانه. ومنهم الثّابتة فى الأرضين السّفلى أقدامهم ، والمارقة من السّماء العليا أعناقهم ، والخارجة من الأقطار أركانهم ، والمناسبة لقوائم العرش أكتافهم. ناكسة دونه أبصارهم (١) متلفّعون تحته بأجنحتهم ، مضروبة بينهم وبين من دونهم حجب العزّة ، وأستار القدرة. لا يتوهّمون ربّهم بالتّصوير ، ولا يجرون عليه صفات المصنوعين ، ولا يحدّونه بالأماكن ، ولا يشيرون إليه بالنّظائر
صفة خلق آدم عليه السلام
ثمّ جمع سبحانه من حزن الأرض وسهلها ، وعذبها وسبخها (٢) تربة
__________________
مركزه؟؟؟ ، وحدود مسيره فى مداره ، فهى المخترقة له ، النافذة فيه ، الآخذة من أعلاه إلى أسفله ، ومن أسفله إلى أعلاه. وقوله «المارقة من السماء» : المروق الخروج ، وقوله «الخارجة من الأقطار أركانهم» : الأركان الأعضاء والجوارح ، والتمثيل فى الكلام لا يخفى على أهل البصائر.
(١) الضمير فى «دونه» للعرش كالضمير فى «تحته» ، ومتلفعون : من تلفعت بالثوب ، إذا التحفت به.
(٢) الحزن ـ بفتح فسكون ـ : الغليظ الخشن ، والسهل ما يخالفه ، والسبخ :