واحدا ، ولو قدر جزر جزور (١) لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه فلا يعطوننى
٩٢ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
فتبارك اللّه الّذى لا يبلغه بعد الهمم ، ولا يناله حسن الفطن ، الأوّل الّذى لا غاية له فينتهى ، ولا آخر له فينقضى.
منها فى وصف الأنبياء :
فاستودعهم فى أفضل مستودع ، وأقرّهم فى خير مستقرّ ، تناسختهم كرائم الأصلاب (٢) إلى مطهّرات الأرحام ، كلّما مضى منهم سلف قام منهم بدين اللّه خلف ، حتّى أفضت كرامة اللّه سبحانه إلى محمّد ، صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فأخرجه من أفضل المعادن منبتا (٣) وأعزّ الأرومات مغرسا (٤) من الشّجرة الّتى صدع منها أنبياءه (٥) ، وانتخب منها أمناءه (٦) عترته خير العتر (٧) وأسرته خير الأسر ، وشجرته خير الشّجر ، نبتت فى حرم ، وبسقت فى كرم (٨)
__________________
(١) الجزور : الناقة المجزورة ، أو هو البعير مطلقا : والشاة المذبوحة ، أى : ولو مدة ذبح البعير أو الشاة
(٢) تناسختهم : تناقلتهم
(٣) كمجلس : موضع النبات ينبت فيه.
(٤) الأرومات جمع أرومة : وهى الأصل ، والمغرس : موضع الغرس.
(٥) صدع فلانا : قصده لكرمه ، أى : اختصهم بالنبوة من بين فروعها ، وهى شجرة إبراهيم عليه السلام
(٦) انتخب : اختار
(٧) عترته : آل بيته ، وأسرة الرجل : رهطه الأدنون
(٨) بسقت : ارتفعت