٦٦ ـ ومن كلام له عليه السّلام
لما قلد محمد بن أبى بكر مصر فملكت عليه فقتل
وقد أردت تولية مصر هاشم بن عتبة ، ولو ولّيته إيّاها لما خلّى لهم العرصة (١) ، ولا أنهزهم الفرصة ، بلا ذمّ لمحمّد بن أبى بكر (٢) فلقد كان إلىّ حبيبا ، وكان لى ربيبا (٣).
٦٧ ـ ومن كلام له عليه السّلام
كم أداريكم كما تدارى البكار العمدة (٤) ، والثّياب المتداعية! (٥) كلّما حيصت (٦) من جانب تهتّكت من آخر؟ أكلّما أطلّ عليكم منسر من مناسر أهل الشّام أغلق كلّ رجل منكم بابه ، وانجحر انجحار الضّبّة فى جحرها ، والضّبع فى وجارها؟! (٧) ، الذّليل واللّه من نصرتموه! ومن رمى بكم
__________________
(١) العرصة : كل بقعة واسعة بين الدور. والمراد ما جعل لهم مجالا للمغالبة. وأراد بالعرصة عرصة مصر ، وكان محمد قد فر من عدوه ظنا منه أنه ينجو بنفسه ، فأدركوه وقتلوه
(٢) «بلا ذم لمحمد ـ الخ» : لما يتوهم من مدح عتبة
(٣) قالوا : إن أسماء بنت عميس كانت تحت جعفر بن أبى طالب ، فلما قتل تزوجها أبو بكر فولدت منه محمدا ، ثم تزوجها على بعده ، وتربى محمد فى حجره ، وكان جاريا مجرى أولاده ، حتى قال على كرم اللّه وجهه : محمد ابنى من صلب أبى بكر
(٤) البكار ـ ككتاب ـ جمع بكر : الفتى من الابل. والعمدة ـ بفتح فكسر ـ التى انفضخ داخل سنامها من الركوب ، وظاهره سليم
(٥) المتداعية : الخلقة المتخرقة ، ومداراتها : استعمالها بالرفق التام
(٦) حيصت : خيطت ، وتهتكت : تخرقت
(٧) المنسر ـ كمجلس ومنبر ـ (٨ ـ ن ـ ج ـ (١) القطعة من الجيش تمر أمام الجيش الكثير ، وأطل : أشرف ، وانجحر : دخل الجحر والوجار ـ بالكسر ـ جحر الضبع وغيرها