١١ ـ ومن كلام له عليه السّلام
لابنه محمد بن الحنفية لما أعطاه الراية يوم الجمل
تزول الجبال ولا تزل! عضّ على ناجذك (١) ، أعر اللّه جمجمتك ، تد فى الأرض قدمك (٢) ، ارم ببصرك أقصى القوم ، وغضّ بصرك (٣) واعلم أنّ النّصر من عند اللّه سبحانه
١٢ ـ ومن كلام له عليه السّلام
لما أظفره اللّه باصحاب الجمل ، وقد قال له بعض أصحابه : وددت أن أخى فلانا كان شاهدنا ليرى ما نصرك اللّه به على أعدائك فقال له عليه السّلام : أهوى أخيك معنا (٤)؟ فقال : نعم. قال : فقد شهدنا ولقد شهدنا فى عسكرنا هذا أقوام فى أصلاب الرّجال وأرحام النّساء ،
__________________
(١) النواجذ : أقصى الأضراس ، أو كلها ، أو الأنياب ، والناجذ واحدها ، قيل : إذا عض الرجل على أسنانه اشتدت أعصاب رأسه وعظامه ولهذا يوصى به عند الشدة ليقوى ، والصحيح أن ذلك كناية عن الحمية ، فان من عادة الانسان إذا حمى واشتد غيظه على عدوه عض على أسنانه. وأعر : أمر من أعار ، أى : ابذل جمجمتك للّه تعالى ، كما يبذل المعير ماله للمستعير
(٢) أى : ثبتها ، من وتد يتد
(٣) ارم ببصرك الخ ، أى : أحط بجميع حركاتهم ، وغض النظر عما يخيفك منهم ، أى : لا يهولنك منهم هائل
(٤) هوى اخيك : أى : ميله ومحبته