وشهيدك يوم الدّين ، وبعيثك نعمة (١) ، ورسولك بالحقّ رحمة. اللّهمّ اقسم له مقسما من عدلك (٢) واجزه مضاعفات الخير من فضلك. اللّهمّ أعل على بناء البانين بناءه ، وأكرم لديك نزله (٣) وشرّف عندك منزلته ، وآته الوسيلة وأعطه السّناء والفضيلة (٤) ، واحشرنا فى زمرته غير خزايا (٥) ولا نادمين ، ولا ناكبين (٦) ولا ناكثين (٧) ولا ضالّين ، ولا مضلّين ، ولا مفتونين. قال الشريف : وقد مضى هذا الكلام فيما تقدم ، إلا أننا كررناه ههنا لما فى الروايتين من الاختلاف
ومنها فى خطاب أصحابه :
وقد بلغتم من كرامة اللّه لكم منزلة تكرم بها إماؤكم ، ويوصل بها جيرانكم ويعظّمكم من لا فضل لكم عليه ، ولا يد لكم عنده ، ويهابكم من لا يخاف لكم سطوة ، ولا لكم عليه إمرة ، وقد ترون عهود اللّه منقوضة فلا تغضبون وانتم لنقض ذمم آبائكم تأنفون ، وكانت أمور اللّه عليكم ترد ، وعنكم
__________________
يهتدى فيقف عن السير ، و «أنار له علما» أى : وضع له نارا فى رأس جبل ليستنقذه من حيرته
(١) بعيثك : مبعوثك
(٢) المقسم ـ كمقعد ومنبر ـ النصيب والحظ
(٣) النزل ـ بضمتين ـ ما هيىء للضيف لأن ينزل عليه
(٤) السناء ـ كسحاب ـ الرفعة.
(٥) خزايا : جمع خزيان ، من «خزى». من باب علم ـ إذا خجل من قبيح ارتكبه
(٦) عادلين عن طريق الحق
(٧) ناكثين : ناقضين للعهد