دجلة (١) فأنهضهم معكم إلى عدوّكم ، وأجعلهم من أمداد القوّة لكم (٢) قال الشريف : أقول : يعنى عليه السّلام بالملطاط السمت الذى أمرهم بنزوله وهو شاطى الفرات ، ويقال ذلك لشاطئ البحر ، وأصله ما استوى من الأرض. ويعنى بالنطفة ماء الفرات. وهو من غريب العبارات وأعجبها
٤٩ ـ ومن كلام له عليه السّلام
الحمد للّه الّذى بطن خفيّات الأمور (٣) ، ودلّت عليه أعلام الظّهور ، وامتنع على عين البصير ، فلا عين من لم يره تنكره ، ولا قلب من أثبته يبصره : (٤) سبق فى العلوّ فلا شىء أعلى منه. وقرب فى الدّنوّ فلا شىء أقرب منه (٥) فلا استعلاؤه باعده عن شىء من خلقه ، ولا قربه ساواهم فى المكان
__________________
(١) الشرذمة : النفر القليلون ، والأكناف : الجوانب و «موطنين الأكناف» أى : جعلوها وطنا ، يقال : أوطنت البقعة
(٢) الأمداد : جمع مدد ، وهو ما يمد به الجيش لتقويته ، وهذه الخطبة نطق بها أمير المؤمنين وهو بالنخيلة خارجا من الكوفة إلى صفين لخمس بقين من شوال سنة سبع وثلاثين
(٣) بطن الخفيات : علمها والأعلام : جمع علم ـ بالتحريك ـ وهو ما يهتدى به ، ثم عم فى كل ما دل على شىء وأعلام الظهور : الأدلة الظاهرة التى بظهورها تظهر غيرها
(٤) كان الأليق بعد قوله «وامتنع على عين البصير» يفسره ما جاء فى رواية أخرى ، وهو «فلا قلب من لم يره ينكره ولا عين من أثبته تبصره» وما جاء فى الكتاب معناه أن من لم يره لا ينكره اعتمادا على عدم رؤيته لظهور الأدلة عليه ، ومن أثبته لا يستطيع اكتناه حقيقته
(٥) علا كل شىء بذاته وكماله وجلاله. وقرب من كل شىء بعلمه وإرادته وإحاطته