بالظّبا (١) ، وصلوا السّيوف بالخطا (٢). واعلموا أنّكم بعين اللّه (٣) ، ومع ابن عمّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فعاودوا الكرّ واستحيوا من الفرّ (٤) فإنّه عار فى الأعقاب ، ونار يوم الحساب ، وطيبوا عن أنفسكم نفسا وامشوا إلى الموت مشيا سجحا (٥) ، وعليكم بهذا السّواد الأعظم ، والرّواق المطنّب (٦) فاضربوا ثبجه (٧) فإنّ الشّيطان كامن فى كسره (٨) ، قد قدّم للوثبة يدا ، وأخّر للنّكوص رجلا ، فصمدا صمدا (٩) حتّى ينجلى لكم عمود الحقّ
__________________
(١) نافحوا : كافحوا وضاربوا ، والظبا ـ بالضم ـ جمع ظبة ، وهى طرف السيف وحده
(٢) «صلوا» من الوصل ، أى : اجعلوا سيوفكم متصلة بخطا أعدائكم جمع خطوة ، أو إذا قصرت سيوفكم عن الوصول إلى أعدائكم نصلوها بخطاكم
(٣) «بعين اللّه» أى : ملحوظون بها.
(٤) الفر : الفرار ، وهو عار فى الأعقاب ، أى : فى الأولاد ، لأنهم يعيرون بفرار آبائهم. وقوله «وطيبوا عن أنفسكم نفسا» أى : ارضوا ببذلها فانكم تبذلونها اليوم لتحرزوها غدا.
(٥) السجح ـ بضمتين ـ السهل اللين ، ومثله السجيح ، وهما من قولهم «سجح خد فلان» ـ من باب فرح ـ سجحا وسجاحة ، إذا سهل ولان وطال فى اعتدال
(٦) الرواق ـ ككتاب وغراب ـ الفسطاط ، والمطنب : المشدود بالأطناب ، جمع طنب ـ بضمتين ـ وهو حبل يشد به سرادق البيت. وأراد بالسواد الأعظم جمهور أهل الشام ، والرواق : رواق معاوية
(٧) الثبج ـ بالتحريك ـ الوسط
(٨) كسره ـ بالكسر ـ شقه الأسفل ، كناية عن الجوانب التى يفر إليها المنهزمون ، والشيطان الكامن فى الكسر : مصدر الأوامر بالهجوم والرجوع ، فان جبنتم مديده للوثبة ، وإن شجعتم أخر للنكوص والهزيمة رجله
(٩) الصمد : القصد ، وتقول : صمده ، وصمد له ، وصمد إليه ، وبابه ضرب ونصر ، أى : فاثبتوا على قصدكم